نواذيبو : من قتل الحسين ولد محمد زار؟

بين يوليو 2010 و سبتمبر 2023 ثلاثة عشر سنة وشهران والقاسم المشترك الفظاعة في إرتكاب الجرم وأخذ منفذي الجريمة الوقت للإختفاء وإن كانت الجريمة أفظع في الأولى ” مقتل المرحوم أحمد ولد أمان” .
مساء الأحد 10 سبتمبر 2023 بينما كان سكان نواذيبو يعيشون آخر أيام عطلة الأسبوع والكل يلملم أوراقه ليوم عمل جديد إذا بالخبر الذي نزل كالصاعقة مقتل شاب في نهاية العقد الرابع من عمره يدعى الحسين محمد زار.
البورصة … منها بدأت رحلة اللاعودة
يحكي شهود عيان لنواذيبو ميديا ميديا أن الضحية وصل لمكان عمله ببورصة مكة المقابلة لمدارس المنهل بالحنفية الرابعة حيث تناول الشاي وسلم لعامل مبلغ 100 أوقية جديدة لمسح زجاج السيارات وكان آخر حديث له هنالك مع شخصين في سيارة سوداء وآخر كلمة تسمع منه ” لبراك”.
في نفس اليوم تفيد بعض المعلومات التي تحصلنا عليها أن أحد المستجوبين مر مرتين من أمام البورصة على قدميه .
مجمع السماحة .. محطة في الطريق ليوم الميعاد
تؤكد المعلومات التي جمعناها أن الضحية توجه نفس يوم الجريمة الى إبن عمه التاجر مالك مجمع السماحة حيث أخذ منه مبلغ 100 ألف جديدة منها 80 ألفا كانت وديعة له عند التاجروغادر المحل .
هل كان مرفوقا بشخص آخر في السيارة وقت وصوله أم رافقه شخص آخر أثناء مغادرته لمحل التاجر … كاميرا المراقبة ستجيب بعد وفاة الضحية .
وصول ينج الشقيق الأكبر للضحية الى الشقة مساء يوم الأحد
كعادته وصل ينج شقيق الحسين الى المنزل مساء ليتفاجأ بباب الشقة نصف مفتوح وإذا بشقيقه ملقى على بطنه غارقا في الدماء ولا أثر لعراك بالغرفة بل مرتبة .
فقام بإخبار السلطات والأقارب فتنادووا لمسرح الجريمة.
وصول وكيل الجمهورية والطبيب والتأكيد على أن الجريمة وقعت منذ ساعات
في حدود التاسعة والنصف من مساء يوم الأحد وصل وكيل الجمهورية ثم الطبيب وبعد معاينة الجثة أكد التقرير الطبي أن سبب الوفاة طعنات بآلة حادة وأن الجريمة وقعت منذ ساعات.
بعد ذلك تم نقل الجثمان الى مركز الاستطباب الجهوي حيث إستكمل الفريق الطبي عمله هنالك لإعداد التقرير ومن ثم نقل الجثمان الى ثلاجة بيت الرحمة في عيادة اسنيم بسبب تعطل ثلاجة مركز الاستطباب الجهوي ” طب اسبانيا”.
من قتل الحسين محمد زار ؟ .. وأين أدوات الجريمة؟
بدأت الشرطة الوطنية نفس الليلة مباشرة البحث حيث تم توقيف شخيص أحدهما عامل في بورصة الضحية والآخر تاجر إبن عم الضحية.
وتم العثور على هاتف للضحية عند العامل بالبورصة والذي أكد أنه عندما اتصل على الهاتف وجده عن كهربائي سيارات قال إنه استلمه من شخص آخر وجده مرميا.
أما إلتاجر إبن عم الضحية فقال إن آخر عهد له به عندما جاءه في محله وسلمه مبلغ 100 ألف أوقية نفس اليوم.
استدعت الشرطة أشخاصا آخرين أظهر كشف اتصالات الهاتف اتصال الضحية عليهم وتم الاستماع لهم لكنه لم يتم إيقافهم من بينهم شابة توحي ملامحها بأنها من مواليد التسعينات وتضيف المعلومات التي تحصل عليها نواذيبو ميديا أنها كانت على ارتباط عاطفي مع الضحية والتاجر وأن تبادل النصوص القصيرة ” مساجات ” بينها والضحية تصل أحيانا 180 نص يوميا.
يوم الأربعاء أخذت الشرطة التاجر لمحله لمتابعة صور الكاميرا المعلومات تفيد أن الصور أظهرت أن التاجر هو من ركب مع الضحية في سيارته عندهما انتابت التاجر حالة هستيرية أدت به لمحاولة طعن نفسه بسكين في الرقبة والبطن فأصيب بجروح وصفت بالبسيطة وتم نقله الى طب اسبانيا حيث تلقى العلاج ويقول بعض العارفين بالتاجر أن هذه الحالة تنتابه أحيانا بسبب مرض المعدة.
ونفس اليوم قامت لجنة التحقيق المؤلفة من عدة موضي شرطة بمقابلة التاجر لأزيد من ساعة في المستشفى .
يوم الخميس الشرطة العلمية والفنية تعزز فريقها ببعثة قادمة من نواكشوط
صباح الخميس وصلت بعثة من الشرطة العلمية والفنية مجهزة قادمة من نواكشوط لتعزيز فريق بحثها الموجود في نواذيبو وتوجهت رفقة شقيق الضحية إلى عيادة اسنيم حيث أخذت عينات من أظافر الضحية كما توجهت لمسرحة الجريمة وقامت بأخذ عينات كما أخذت بصمات أحد المشتبه فيهم.
ضغط التحقيق يؤدي لإعتراف بوجود شريك
يوم الخميس كثفت لجنة التحقيق من اسئلتها التي أدت إلى تناقض في اعترافات بعض المشتبه فيهم حيث تفيد المعلومات الشحيحة التي حصلنا عليها بإعتراف أحدهم بوجود شريك يمكن أن يكون من ساهم بتوفير السكاكين وإخفاء أداة الجريمة وثياب الجاني وقت الواقعة.
إنطلقت شائعات نفس اليوم تفيد بتوقيف ضابط سامي وحصلنا على إسمه لكننا تأكدنا من عدم صحة تلك المعلومات حيث لاحظنا وجود نفس الشخص المذكور في أماكن من المدينة .
يوم الجمعة مرحلة حاسمة في الملف
إتجهنا إلى مفوضية الجديدة 1 حيث الاستماع للمشتبه فيهم وفي الطريق لاحظنا خروج لجنة التحقيق من المفوضية في سيارتين رفقة أحد المشتبه فيهم فتوجهنا لمسرح الجريمة والبورصة لكنهم لم يصلوا هناك لنتوصل ساعات بعد ذلك بمعلومات تفيد أن الوجهة كانت مكانا آخر لتمثيل الجريمة وأنه تم توقيف ضابط سامي لدى الدرك بحي الجديدة.
وتبقى الدوافع لإرتكاب هذه الجريمة غامضة لحد الآن ولم يتوصل لها التحقيق فهل سيكون توقيف الضابط مفتاحا لحل اللغز أم أن المشتبه به زج باسم الضابط لتوريطه في ملف هو منه بريئ؟
وإذا كان الضابط شريكا فهل هنالك مثلثا أضلاعه الضحية والتاجر والضابط يشتركون في شيئ ما أدى الى تصفية الضحية كي لا تنكشف الأمور؟ وأخيرا أين تم إخفاء وسائل الجريمة؟
أسئلة من بين أخرى لا شك أن التحقيق سيتوصل إليها عاجلا أم آجلا لخبرة الشرطة الوطنية والدرك في حل ألغاز جرائم أكثر تعقيدا من هذه.
تقرير محمد سوله